الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{على أن تأجرني} (27) وإن كان الصداق لها، لأن مال الولد في الإضافة للوالد، وكذلك استيفاء صداقها إلى والدها إن كانت ساكتة.{جذوة} (29) قطعة، من جذوت الشيء قطعته، قال الشاعر:
وقيل: الجذوة: خشبة في رأسها نار، كما قال ابن مقبل: {واضمم إليك جناحك من الرهب} (32) أي: اضمم يدك إلى صدرك يذهب الله ما بك من الفرق. وقيل: إنه على التوطين والتسكين. كما يقال: ليسكن جأشك، وليفرخ روعك، لما كان من شأن الخائف أن يرتعد حشاه، ويخفق صدره. كما قال حارثة بن بدر الغداني: وفي الرهب لغات: الرهب والرهب، كالضعف والضعف. والرهب والرهب، كالبخل والبخل.والرهب والرهب: كالمعز والمعز. وكان الرهب أقوى لاطراده على أصلين.{ردًا} (34) عونًا، وقال مسلم بن جندب: {ردًا} زيادة.واستشهد بقول حاتم: أي: زاد. والحكمة في تكرير هذه القصص: أن المواعظ يجب تكريرها على الأسماع، لتقريرها في الطباع. والثاني: أن فيه التحدي إلى الإتيان بمثله، ولو بترديد بعض هذه القصص. والثالث: تسلية النبي، وتحسير الكافرين حالًا بعد حال. والرابع: أن العرب من شأنها أن تورد المعنى الواحد بالألفاظ المختلفة، وتجلو الأعراض المتفقة في المعارض المختلفة. وبها فضلت على سائر الألسنة. ألا ترى أن الشعراء كيف تداولوا نواظر الغزلان، وعيون الجآذر بحيث لا يكاد يخلو منها تشبيب، وكلها مقبول معسول. وهل بين قول امرئ القيس: وقول عدي: إلا اتفاق الغرض من كل الوجوه، مع اختلاف الكسوة الأنيقة، والعبارة الرشيقة، وكل واحد منهما قصد التشبيه بشيء واحد، هذا بعيون وحش وجرة، وذاك بعيون جآذر جاسم، مع أن الظباء لا يختلف عيونها، وإن كانت ربما يختلف بعض أخلاقها وألوانها.{وجعلناهم أئمة} (41) هو من الجعل بمعنى الوصف، كقولك: جعلته رجل سوء. وقيل: إن ذلك بعد الحشر، حيث يقدمون الكافرين إلى النار كأنهم يدعونهم ويقودونهم إليها. قال جبيهاء الأشجعي: لجاءت أمام الحالبين وضرعها أمام صفاقيها مبد مكاوح، فجعلها أمامًا لتقدمها.{من المقبوحين} (42) من الممقوتين. وقيل: المشوهين بسواد الوجوه، وزرقة العيون، يقال: قبحه الله وقبحه، {ولولا أن تصيبهم} (47) جوابه في التقدير: لما أرسلنا رسولًا.{ساحران تظاهرا} (48) أي: موسى ومحمد عليهما السلام، وذلك حين بعث أهل مكة إلى يهود المدينة فأخبروه بنعته، وأوان مبعثه من كتابهم.{من المحضرين} (61) المزعجين. وقيل: من المحضرين للجزاء، أو إلى النار.{لتنوأ بالعصبة} (76) من الثقل. يقال: ناء إذا مال، ومنه النوء: وهو الكوكب إذا مال عن العين عند الغروب. قال الهذلي: وقال أبو عبيدة: هو من المقلوب، أي: العصبة لتنوء بالمفاتح، أي: تنهض بها ثقيلًا. ومذهب الخليل في النوء هذا، وهو اختيار الزجاج، أن النوء اسم المطر الذي يكون مع سقوط النجم، لأن المطر نهض مع سقوط الكوكب، فإذا ثبت ذلك، فالمقلوب كثير في كلامهم. قال الحطيئة: أي: أمسك الحبل حافره، فقلب، وقال الآخر: وقال البعيث: {إن الله لا يحب الفرحين} (76) أي: البطرين، قال الغنوي: مثله لهدبة بن خشرم: {في زينته} (79) في موكب على بغلة شهباء بمركب ذهب من لباس أرجواني.{فخسفنا به} (81) قال موسى: يا أرض خذيه فابتلعته، وكان ابن عمه، فقال بنو إسرائيل: أهلكه ليرثه، فخسف بداره وجميع أمواله.{ويكأن الله} (82) قيل: إن وي مفصول، وهو اسم سمي به الفعل، أي: اعجب. ثم ابتدأ وقال: كأن الله يبسط.وقيل: إنه ويك ومعناه: ألم تر، أو ألم تعلم، أو معناه: ويح أو ويلك. والمراد بالجميع التنبيه. قال زيد بن عمرو بن نفيل في وي مفصولًا: وقال عنترة في ويك: ونظير هذه الكلمة في توجه اللفظ الواحد إلى صورتين، قول امرئ القيس: أي: رد لأمين- وهما سهمان- على نابل، وذلك أن يعترض من صاحب النبل شيئًا منه فيتأمله، ثم يرده إليه، فيقع بعضه كذا وبعضه كذا. وفي رواية أخرى: كر كلامين على نابل. أي: كما تقول له: ارم- ارم. فالمراد بالرواية الأولى: اختلاف الطعنتين، والثانية: السرعة والعجلة. والأصمعي ينشد بيت المثقب: وابن الأعرابي: ومنعك ما سألتك أن تبيني. وأبو زيد يقول في قول الشاعر: إنه عوى الذئب فسر أنت. وغيره يقول: إن عواسر صفة الوذايا.وقول الهذلي: وقيل فيه إنه نادى الحي، وقيل: إنه لا يؤذون ضيفي. ولهذه الأبيات نظائر. وقد كنا أفردنا لها نظمها ونثرها كتابًا. والآن إذ أجممنا الطبع بشيء منها عدنا إلى التفسير.{فرض عليك القرآن} (85) أنزل على لسانك فرائضه. وقيل: حملك تبليغه.{لرادك إلى معاد} أي: مكة.نزلت بالجحفة حين عسف به الطريق إليها، فحن.{إلا رحمة} (86) أي: لكن رحمة.{إلا وجهه} (88) إلا ما أريد به وجهه. ومن حمل وجه الشيء على نفسه، استشهد بقول أحمر بن جندل: تمت سورة القصص. اهـ.
وليست العجيزة تنوء بها ولكنها هي تنوء بالعجيزة. وقال: من الكامل وهو الشاهد الثالث والستون بعد المئتين: {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}.وقال: {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ} المفسرون يفسرونها: أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله وقال: {وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} وفي الشعر: من الخفيف وهو الشاهد الثامن والعشرون بعد المئتين: {وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهيرًا لِّلْكَافِرِينَ}.وقال: {وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً} استثناء خارج من أول الكلام في معنى لكنْ. اهـ.
|